الخميس، 18 يوليو 2013


1
مملكة الله

مملكة الله. تلك العبارة المشحونة بالمشاعر والمعاني المغلقة على الفهم، تجعل الصور تتراقص في خيال السامعين للراهب الثائر يوحنا المعمدان وهو يصرخ: "توبوا لأنه قد اقتربت مملكة الله." صورٌ مبهجةٌ تدور في خيال السامعين.. راياتٌ زاهيةُ الألوان تخفق تحت رؤوسٍ تملؤها العزيمة والتصميم. جيوشٌ بَرَّاقَة، تلمع فيها تحت أشعّة الشمس، حدودُ السيوفِ المسنونة والخوذات النحاسية والنياشين الذهبية للضباط والقادة. الهيكلُ على مرتفعٍ عالٍ وسط المدينة المُقَدَّسَة، أورشليم وفي قلب حياتها الدينية والاجتماعية. بناءٌ شامخٌ، مفخرة الشعب الساكن في الأراضي المقدسة والمتناثر في كل أنحاء العالم. يقتطعون من قوت عيالهم لكي يحجوا إليه كل سنة.  ذلك الحلم بالمملكة  اليهودية، التي يأتيها الزوار المبهورون من المشرق والمغرب. رُسلٌ من كل أمةٍ وشعبٍ، شُقرٌ ناصعون،  وسود لامعون، وصفرٌ قادمون من أقصى الشرق يترضون وجه ملكِ كل الأرض بهدايا من بلادِهم. كلُ خيرات الأمم تتدافع إلى أورشليم، وشعبُها يعبدُ الإله الواحد الذي تنحني أمامه كل الأصنام.
بينما كان تعليم المعمدان يشكل رأس الحربة في الحراك الدينيّ الحادث، كانت رياحُ التغييرِ تلعب في اليهودية والجليل، وكان الحراكُ الاجتماعيّ والاقتصادي يتصاعد. الجميع يشعرون بالترقب المشوب بالحذر والخوف وبعض اليأس من التغيير. هيرودسُ الكبير مات، و بعد وفاته انقسَمَت فلسطينُ بين أرخيلاوس الوالي على اليهودية، و هيرودس أنتيباس على الجليل وفيلبس أخاه على قيصرية، التي سُمِّيَت باسمه، وأصبحت تُدعَى: "قيصرية فيلبس".  ميليشيات "الغيورين" تَتَدَرَّبُ في أماكنَ صحراوية نائية لتبقى متأهبةً على هامش الحياة السياسية، منتظرة اللحظة التي يضعُف فيها الحكم، للدرجة التي تجعلها قادرة على الوثوب عليه، مثل البكتريا التي تعيش في الأمعاء وعلى سطح الجلد منتظرة ومتمنية اللحظة التي تضعف فيها مناعة الجسم المترهل المثقل بالهموم والديون والفساد.
ولعل المثل الصارخ للفساد كان هيرودس أنتيباس. حاكمُ الجليلِ الذي جَمَعَ حوله ثُلَّةً من التجار والعشارين الفاسدين، الذين يمتصون دماء الشعب، ويلقون له بفتات من "فُرص العمل" ووعود الاستثمار الذي لا تذهبُ ثمارُهُ إلا إلى فِئة الواحدِ بالمائةِ من الشعب، بينما الباقون يزدادون فقراً، وكلما عَلَت بعضُ أصواتِ المعارضة لفضح الفساد، وارتفاع الهوة بين الأغنياء والفقراء، كان الردُ سريعاً بتقاريرَ وإحصاءاتٍ كلها تشير إلى النمو الاقتصادي الذي حققته الحكومة خلال السنوات الأخيرة وكيف ارتفع "متوسط" دخل الفرد في الجليل،  وكيف زاد مُتَوَسِّط إنفاق الفرد، بينما الحقيقة أن هذا الإنسان "المتوسط" ليس سوى إنساناً افتراضياً غير موجود سوى في أوراقهم. إنه المتوسط الحسابي بين الغِنَى الفاحِش والفقر المدقع الذي يعاني منه شعب الجليل. وهكذا يستمر "التعاون" بين رجال السلطة ورجال المال مع رجال الاقتصاد والإعلام، مكونَيْن "لُوبي" منيع لا تخترقه أحلام التغيير.
تذهبُ "الكاميراً" بعيداً. تخرُجُ تدريجياً  خارج "كردون" المدينة الأخطبوطية المترهلة ــــ أورشليم، التي تترامى أطرافها بدون تخطيط، وبضعف شديد في البنية التحتية، والقدرة على الإدارة. تعبر الكاميرا "الطريق الدائري" الذي يصِلُ أورشليمَ بأريحا. وهو طريق متهالك رغم حداثته، وحالك الظلام، حيث تضاء مصابيحه في النهار وتطفئ ليلاً. ربما كان هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من حوادث التحرش والاغتصاب والسرقة بالإكراه تحدث، ومن هذه القصص تلك القصة الشهيرة التي تناقلها المجتمع عن ذلك السامريّ "الصالح" الذي أنقَذَ يهودياً هجم عليه اللصوص في هذا الطريق.
تتحرك الكاميرا إلى الغرب قليلاً لتجد مجموعة من اليهود الأتقياء الذين يعيشون في الكهوف المنتشرة في صحراء اليهودية. يُصَلّون طوال النهار والليل قائمين مبتهلين. كانت هذه المجموعات المسماة بالقيروانيين أو الآسينيين، تصلي منتظرة حلول ملكوت السموات وسيادة العدل الكامل والبر الذي لا تشوبه شائب. عندما يختفي الفقر والمرض و الخطية وينتشر الإيمان الصحيح وذلك عندما يأتي المسيّا بقوةٍ، وسلطانٍ إلهيين ليفعلَ  كل شيء وهم يُشاهِدون ويُمَجِّدون الله.
لقطة بانورامية للهيكل.. اليوم عيد الفصح. نهاية مناسك الحج إلى الهيكل في أورشليم. مئات من البسطاء يسيرون بإعياء، طريقاً طويلاً صاعداً للهيكل. فقراءٌ اقتطعوا من قوتهم اليومي ثمناً لذبائح متواضعة مثلهم من الحمام واليمام، يرجون بها أن يتقبل الله صلاتهم ويغفر ذنوبهم. بعضهم جاءوا من بلادٍ بعيدة يحملون جوازات سفرهم، وبها تلك التأشيرة الغالية للأراضي المقدسة التي دفعوا فيها ربما كل ما يملكون. بعضُهم جاء بالقُرعة الحكومية في وسائل نقل أقل من الآدمية، "استُشهِدَ" فيها السنة الماضية الآلاف غرقاً في البحر على ظهر سفينة يملكها أحد رجال الثقة المقربين من الحكم الهيرودسي في الجليل والذي قد فَرَّ بالطبع دون عقاب منتظراً أن ينسى الناس الذين لا يجيدون شيئاً سوى النسيان، ثم يأتي حكم البراءة بعد سنواتٍ كخبرٍ صغيرٍ في الجريدة الحكومية لا يقرأه أحد. بعضهم وضعوا كل مُدَّخرات شيخوختهم آملين أن يموتوا ويدفنوا في أطهر بقاع الأرض، أو حتى يموتوا دونها. وإن عاشوا فثمّة رحلة واحدة سنوياً إلى الهيكل في أورشليم تضمن لهم غفران الخطايا والبداية من جديد.
تصعد الكاميرا وتسبق جموع الحجيج. تتزايد سحب البخور وتتضح تدريجياً أصواتِ التراتيل الدينية بلغة عبرانية غريبة لم يعد يستخدمها الشعب الذي  أصبح يتكلم الآرامية في معاملات حياته اليومية. تتسلل الكاميرا الخبيثة خلف أحد أعمدة الهيكل في القُدس الذي يتمتع بدرجة من الظلام حتى في منتصف النهار، تكون كافية لأن تحدثَ فيه أحداث بعيدة عن عيون الصحافةِ التي أصبحت متربصةً بالجميع. 
من هذا؟  إنه أحد كبار تجار أورشليم. ملابِسَهُ الحريريةُ تكشف حالته الاقتصادية المختلفة عن أغلب السائرين حوله في جماعاتٍ تتفرقُ وتتجمع، بينما يقومُ الجميع بمناسِك الحج.  أما هو، فلماذا يتحرك بسرعةٍ متسللاً خلف هذا العامود؟
ما الذي يُخرِجَهُ من حزامهِ المصنوع من الحرير "السادة" والذي يلف به ثوبه الحريري الفضفاض المنقوش بنقشةٍ لا تنسج إلا في بلاد الهند البعيدة مما يجعله غالي الثمن جداً. هزّ الكيس قليلاً في فخر، فَهَمَست رنةٌ مكتومةٌ لعملاتٍ ذهبية تكدست داخل الكيس حتى لا يكون كبير الحجم فيلفت النظر. يمد به يده بخوف وتردد . تخرج من الظلام يد متمرسة وفي حركة خاطفة بارعة تلتقط الكيس. تقتحم الكاميرا الظلام لترى من صاحب اليد التي خرجت من الظلام وتكون المفاجأة. إنه مولانا نيافة الحبر الجليل شيخ الهيكل. بسرعة تحركت خطوات صاحب النيافة بخفة وسرعة غير مُتَمَشِّيَةٍ مع سنواتِ عمره السبعين والتي تشى بها لحيته التي احتَلَّها المشيب تماماً، وفي حركة واحدة أخفى كيس الذهب في ملابسه السوداء الفضفاضة التي تصدر مع خطواته السريعة حفيفاً مسموعاً يشبه ضربات أجنحة الخفافيش التي تعيش في الكهوف المظلمة أثناء النهار.
 توارى مولانا خلف الأعمدة الكثيرة. وانسحب التاجر ليخرج بسرعة من القدس الذي لا يحلُّ دخولُه إلا للكهنة، ويختفي وسط زحام الحجيج متوجهاً لقاعة الأمم.
قاعة الأمم هي إحدى قاعات الهيكل، كانت في التصميم الأساسيّ مُخَصَّصَةً للضيوفِ من الأمم الوثنيين الذين كانوا يسمعون من اليهود المقيمين في بلادهم عن الإله الواحد فيأتون معهم لحضور مناسك عبادة هذا الأله حتى أن بعضهم يقرر الانتماء له وعبادته.  لذلك فقد كان في تصميم الهيكل مكاناً لغير اليهود للمشاركة في العبادة. وذلك لكي يكون الهيكل بيت صلاة لكل الشعوب وليس للشعب اليهودي وحده. فقد كانت مسئولية الشعب اليهودي ليست فقط أن يكون فقط "خير أمة أخرجت للناس" وإنما أن يكون نوراً لباقي الأمم. و مع الوقت ضَعُفَ الاهتمام بهذه القاعة وكان هذا يعكس كراهية اليهود للأمم،  حيث اعتبروهم كلاباً وأقل من البشر، فظلت هذه القاعة خالية مهجورة لقرون عديدة، حتى جاءت الحكومة الحالية بأحلامها وبرامجها الاستثمارية.
ويُروَى أنه في أحد اجتماعات مجلس الوزراء، تساءل وزير "الاستثمار" بجرأة يتمتع بها ذلك الجيل الجديد من قادة الحزب: "لماذا تظل هذه القاعة هكذا خالية، طالما لا يجرؤ أي إنسان من الأمم أن يطأها بقدمه؟" عندئذٍ نَظَرَ أفراد الحرسُ القديم بعضهم لبعض مندهشين لجرأة هذا الوزير الجديد الذي يتنمي لطبقة رجال الأعمال والذي لم يمارس السياسة مطلقاً قبل التحاقه بالحكومة، لذلك لم يكن يفكر إلا بمنطق الربح والخسارة ولم يكن يدر أن هناك مناطق محظورة لا ينبغي الكلام عنها مطلقاً. مضى الوزير الشاب يواصل حديثه ولم يستطع أحد مقاطعته فهو صديق عزيز لابن الملك الذي يعّدونه للخلافة.
-        لماذا لا نستغلها لإقامة مشروع استثماري يديره بعض من رجال الأعمال الوطنيين، ويوفر فرص عمل للشعب "المكافح"؟ . لم يفته أن يستخدم بعض من العبارات السياسية المعروفة التي لم يكن في واقع الأمر يؤمن بها.
لم يعلّق أحد بالقبول أو الرفض فقد كانوا لا يريدون الدخول في مشاريع جديدة بعد ما حدث في بُرج سلوام. الذي بسبب "التوفير" في أساسته من الأسمنت والحديد المغشوش، والذي يحتكر صناعته عضو بارز آخر في الحزب الحاكم، سقط على سكانه وقتل ثمانية عشر منهم. فعقد الشيخ الكبير يومها "مؤتمراً صحفياً" دعا إليه كل مندوبي الصحف ووكالات الأنباء المحلية والأجنبية ليصرّح فيه بأن المصيبة التي حدثت، كانت عقاباً من الله، فهؤلاء الثمانية عشر بالذات كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم في ذلك الوقت. حيث أنهم كانوا يُفرِّطون في الصلاة وكانت نساءهم سافرات متبرجات فأنزل الله بهم هذا العقاب.
هذه مجرد عينة من التعاون المستمر بين رجال المال والتجارة الذين يشكلون الرأسمالية الوطنية اليهودية ورجال الدين، حماة الهيكل والشريعة ومصدر الإفتاء والمشورة الدينية. وهذا بالطبع يعيد للأذهان القضية التي شغلت الرأي العام اليهودي لشهور عديدة ، وهي قضية زواج الملك هيرودس أنتيباس الحاكم في الجليل من هيروديا امرأة أخيه فيلبس حاكم قيصرية. وقتها ثار جدلُ شديد، وكتبت كل صحف المعارضة عن الزواج وكيف أن هيرودس كان في علاقة عاطفية مع هيروديا حتى أثناء حياة فيلبس.
في نفس الوقت كانت صُحُف الحكومة تفرد المقالات الطويلة التي توضح فيها سماحة هيرودس وكيف أنه "اضطر" للزواج منها حماية لها من الفتنة بعد أن كفر زوجها فلُيبُّس، أخو الملك وتورط في عبادة زيوس، فأصبح لزاماً على الملك هيرودس حامي الإيمان أن يفرِّق بينها وبين زوجها الكافر ويأخذها لنفسها حمايةً لها وللأسرة المالكة برمتها.
ودارت القصة "الحكومية" التي تم توزيعها على كل الصحف القومية هكذا:
بينما كانت هيروديا في زيارة حج إلى أورشليم، قام الحبر الجليل مع الملك هيرودس بإقناعها ألا تعود لزوجها الكافر فِيلُبُّس، حتى أن الحبر الجليل أفتى بتفريقهما بسبب كفر وفسق الأخير الذي شوهِد يدخل هيكل زيوس في روما، كما أن هذا الملك الفاجر الفاسق قد عقد اجتماعاتٍ مع كتاب ومفسرين يهود معروف عنهم تَحَرُّرُهم وكفرُهم ومحبتُهُم للوثنييِّن من اليونانيين والرومان، وقاموا في هذا الاجتماع ببث أفكاراً هدامة من شأنها الإساءة لليهودية وشيوع الكفر والإلحاد وزعزعة نسيج الأمة الواحد.
(أشارت صحيفة يسارية معارضة إلى هذه الاجتماعات وأوضحت أنها كانت تهدف إلى إيجاد فهم لاهوتي معاصر للكتب المقدسة وتبني مزيد من الحرية في تفسير النصوص و مراجعة التفسيرات الحرفية التي اعتبرات الأمم كلاباً و الدعوة إلى علاقات حوار مع الأمم من اليونان والرومان)
وتستكمل القصة الحكومية....
وبالطبع تدخل الملك الرحيم هيرودس بسماحته المعهوده وقرر أن يتزوجها حماية لها وحماية لسمعة الأسرة المالكة التي لوثها فيلبس الكافر الزنديق.
بالطبع هرعت الصحف الحكومية لتمجيد الملك المؤمن هيرودس الذي ضحى وتزوج هيروديا، حتى أن بعض الكتاب "الوطنيين" ذهب به الأمر إلى أنه قَصَّ رؤيا رآها هيرودس، يأمره الله فيها بأن يتخذ هيروديا زوجة له، فما كان من هيرودس إلا أنه أطاع الأمر الإلهي.
هذا بالطبع بالإضافة إلى الكثير من القصص والروايات التي كانت تُطبَع في المطابع الحكومية التابعة لهيئة "قصور" الثقافة و تنشر على نفقة الدولة مثل: "هيرودس وهيروديا. أمل اليهودية" و " توافق الأسرة الملكية.. هيرودس وهيروديا". واستمر اللَّغَط في الشارع اليهودي، فاضطر مولانا غبطة الحبر الجليل، مفتي الديار اليهودية أن يتدخل بوطنية بالغة لإنقاذ البلاد من الفتنة ولتحقيق "الأمن" والاستقرار، فعقد أيضاً مؤتمراً صحفياً أقرَّ فيه بشرعية زواج هيرودس من هيروديا ليتم إغلاق الملف إلى الأبد،  فقد قال الدين كلمته في القضية ولا يملك هيرودس إلا أن يمتثل للفتوى التي جاءت من المتخصصين من أهل الذكر، و"يضطر" للاحتفاظ بهيروديا زوجة له.
نعود للاجتماع الاستراتيجي الذي تم بمعرفة ومباركة، ولكن دونما تورط مباشر، من رجال الحزب وفي هذا الاجتماع تم وضع خطة سرية متدرجة، لتفادي ثورة الشعب، تهدف في النهاية إلى جعل قاعة  الأمم  الكبيرة "مولاً" تجارياً به محال عديدة المفترض أنها لبيع الذبائح للشعب القادم للحج والقيام بخدمة تغيير العملة للحجاج القادمين من بلاد أخرى تستخدم عملات مختلفة. ثم بالتدريج تضاف محال أخرى لبيع مستلزمات الحج المختلفة المستوردة من الشرق، مثل السِبح الكهرمانية والسجاجيد الفارسية  والعطور ومستحضرات التجميل المقدسة التي تجعل من خبرة الحج خبرة "خمس نجوم". ثم في المرحلة التالية تضاف بعض المقاهي الرومانية الحديثة ومطاعم الوجبات السريعة التي تخدم الحجاج القادمين من بلاد بعيدة وليست لهم بيوتاً في أورشليم ليأكلوا فيها.
كما تم الاتفاق على أن يكون هناك امتداداً أو مرحلة ثالثة للمول التجاري تبنى في صورة طابق علوي يتم الربط بينه وبين قاعة الأمم بمصعد ذو جدار شفاف يتيح للمتسوق في المول أن يرى صورة بانورامية للهيكل كله بحيث يستمتع بخبرة التسوق والخبرة الروحية الوَرِعة في آن واحد. وتم الاتفاق على تسويق "مول الحرم" هذا في كل الأمم لكي يأتي الحجيج من بلادهم وهم مستعدون لخوض تلك التجربة المتكاملة، فتم الشروع في إطلاق إعلانات شعارها "مدينة عالمية على أرض يهودية... الدين والدنيا معاً" واتفق الجميع على نسبة توزيع الربح.
وقبل نهاية الاجتماع.. اقتحم المكان فجأة أحد الرجال الذين يرتدون الحلل السوداء والنظارات السوداء ويضعون أشياءّ لا يعرفها أحد في آذانهم، ومال على أحد الحاضرين في الاجتماع مخبراً إياه بأمر يبدو أنه عاجل وخطير....
ثم سرعان ما دخل عدة رجال مماثلون ومال كل واحد منهم على أذن الرجل الخاص به في الاجتماع. وكما يبدو، نقلوا نفس الخبر لكل "الكبار" الموجودين... تكهرب الجو... و انتهى الاجتماع بسرعة فلم يختموه بالصلاة، وهرع كل واحد إلى مكتبه وجيش أعوانه وموظفيه لمحاولة السيطرة على هذا الموقف الخطير الجديد.


الثلاثاء، 16 يوليو 2013

مملكة الله 
المستقبل الحالُّ بيننا 

قِصّة المسيح في صورة روائية 




في هذه المُدوَّنة سوف أبدأ أسبوعياً في إعادة نشر حلقات هذه الرواية بعد المزيد من الضبط التاريخي. كل خميس بإذن الله سوف أنشر حلقة من حلقات الرواية وسوف تخرج للنور في صورة وَرَقِيّة مع بداية العام الجديد إن أحيانا الله