الاثنين، 16 مارس 2015


12

                                             كفرناحوم

عندما عاد يسوع وتلاميذه إلى كفرناحوم، كانت المعركة الانتخابية على أَشُدّها؛ فبالرغم من أن السيد شمعي قد حصل على ترشيح الحزب الثمين، وبالطبع ليس بلا مقابل، إلا أن بعضًا من أعضاء الحزب الحاكم الذين كانوا طامعين في الترشيح ولم يحصلوا عليه، رشحوا أنفسهم كمُستَقلِّين أمام شمعي وبدأوا في الإنفاق ببذخ على حملاتهم الانتخابية. وهم يعرفون، ويعرف شمعي أيضًا أنهم إذا كسبوا الانتخابات سوف يعودون للانضمام للحزب، وسوف يكون رجوعهم ليس فقط مقبولًا، وإنما مُحتَفى به باعتبارهم قد نجحوا في الانتخابات ضد مُرَشَّح الحزب، مما يعني أن لهم ثِقَل في الشارع ولديهم قُدرة على الإنفاق. لذلك تركت الحكومة التنافس بينهم حرًّا، بينما بطبيعة الحال، ضيَّقت الخناق تمامًا على المرشحين الآخرين الذين لا ينتمون للحزب.
الجدير بالملاحظة أن الشعب كان خارج هذه اللعبة تمامًا، وذلك لإدراك الناس، أن الأمر محسومٌ مسبقًا، وإذا كان هناك صراعٌ أو منافسة، فالفائز والخاسر كلاهما لم يَختَرهُ. في واقع الأمر، لم يكن الشعب خارج الحياة السياسية فقط، بل كان خارج الحياة الروحية أيضًا، فبالرغم من التَّدَيُّن  الشديد الذي يتميز به أهل كفرناحوم، فإن تَدَيُّنَهُم لم يصنع أي فرقٍ يُذكر في أخلاقهم والطريقة التي كانوا يعيشون بها. السرقات منتشرة، والفساد يسري في كل طبقات المجتمع. الكذب كان هو القاعدة بالرغم من الأقسام الغليظة بالله، وبالدين وبالهيكل الشريف في أورشليم. التَّشدُّق مستمر بالأخلاق والتقاليد اليهودية، بينما التحرش الجنسي يملأ الشوارع، ولا تصل مِنه حالة للرأي العام سوى الحالات الصارخة التي يتم فيها محاولات اغتصاب كامل. هذا غير التَحَرُّشَ بالكَلامِ والاحتكاك واللمس العابر ومسك الفتيات والسيدات من مناطق حساسة ثم الفرار بالهرب جريًا على الأقدام، أو على صهوة جواد. كل هذه أصبحت أمورًا عاديةً تفرِضُ على النساء أن تتجرع يوميًّا مرارة القهر والهوان. أما الشعائر الدينية فكانت كلها تتم في مواقيتها في الهيكل وفي زوايا الشوارع بكل حماسٍ والتزام.

كان يسوع يُعَلِّم في مجامع كفر ناحوم وفي الخلاء أيضًا، مؤكدًا على أن مُلكَ الله على القلوب إن كان حقيقيًّا، فإنه ينبغي أن يُتَرجَم في الحياة، تمامًا كما تعلن الشجرةُ عن نوعها من خلال ثمرها. مهما قالت الشجرة إنها شجرة تفاح وهي لا تثمر إلا شوكًا، أفترى يصدِّقها أحدٌ؟
-        متى صليتَ لا تَكُن كالمنافقين. فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صلَّيت فادخل إلى مخدعك وأغلِق بابك وصلِّ لإبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي في الخفاء يجازيك علانيةً. ومتى صُمت فلا تُعلِن عن صومك وإلا فأنت تصوم من أجل الناس، لا تجعل نفسك عابسًا كالمنافقين، فإنهم يُعبِّسون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صُمت، فليكن هذا بينك وبين الله، لا تُعلِن عنه، بل ادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائمًا، بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً.
-        نحن نعلم كيف نصلي ونصوم. فقط جئنا لكي نرى مُعجِزات. إن لم تكن هناك اليوم معجزات فقُل لنا حتى ننصرف إلى أعمالنا.
-         ولماذا تريدون المعجزات؟
-        نُريد أن نرى مجد الله، نريد أن نَتَعَزَّى، ونرى إظهارات الروح بقوة، أما الكلام عن الصوم والصلاة فهذا نعرفه جيدًا.
-        جيل شرير وفاسق يطلب آيةً ولا تُعطَى له آية إلا آية يونان النبي، لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال ثُمَّ خَرَج، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثُمّ يقوم.
-        ها قد عُدتَ للألغاز. من هو ابن الإنسان هذا؟ وما معنى أن يكون في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثُمَّ يقوم. ثم ما علاقة ذلك بسيدنا يوناس؟ (هكذا كانوا ينطِقونَها مُتأثِّرين بالنُطق اليوناني لاسم النبيّ يونان).

وانصرف بعضٌ من الناس بعد هذا الكلام، أما يسوع فاستمر يتكلم وقد زادت حدَّة غضبه: «حسنًا قال فيكم الله على لسان إشعياء النبي: «هذا الشعب يُكرِمني بشفتيه، أما قلبه فمُبتَعِدٌ عني بعيدًا وباطلًا يعبدونني وهم يفعلون أشياء هي وصايا بشر» ثم انصرف ولم يرد أن يكمل تعليمه.                                 

         * * * *

في إحدى القاعات الفخمة بالعاصمة أورشليم، أُقِيمَ اللقاءُ السَنَوِيُّ لجمعية جُباةِ الضَرائِب والمُحاسبين والمراجعين القانونيين في اليهوية والجليل، وجاء إليها جباةُ الضرائب من كل أنحاء المملكة. كان الشعب معتادًا أن يُسَمّي جباة الضرائب «العَشَّارين»، وذلك بسبب أنهم قد اتفقوا مع الحكومة على أخذ العُشر مما يجمعون أيَّما كان. ولذلك كانوا يبالغون في قيمة الضرائب ويجمعون ضرائب أكثر من المبلغ القانوني وكانت الحكومة تغُض البصر والجميع يستفيد، فيما عدا الشعب الكادح بالطبع. وللحصول على هذه المبالغ أعطت الحكومة سلطاتٍ واسعة لهؤلاء العشارين أن يصدروا قرارات بالمصادرة والحبس إذا لم يستَجِب دافعو الضرائب.


-        زَكَّا بن عميهود؟ أنت كما أنت. لم تتغير منذ كُتّابَ المجمع في الجليل. أهلا بك أيها القصير المكير.
-        وأنت أيضًا يا لاوي بن حلفي، لقد أسماك أبوك لاوي، وأنت أبعد ما تكون عن خدمة الهيكل، لقد فَضَّلتَ بدلًا منها خدمة النظام أيها الفاسق. قال زَكَّا ضاحكًا وهو يحتضن لاوي، وضحكا الاثنان بصوتٍ عالٍ.
-         أين انت الآن يا زَكَّا؟
-         أنا رئيس عشاريّ أريحا.
-        مَنصبٌ مهيب، لكنك تستحقه يا زكَّا؛ فأنا لم أرَ من هو مثلك في دقته والتزامه في العمل.
-        لكن الحقيقة أنني مؤخرًا أصبحت غير مقبل على أي شيء في الحياة. لعلها أزمة منتصف العمر كما يقولون.
-         كيف يا زكا؟
-        تعالى نأخذ جانبًا لكيلا يسمعنا أحد.

أخذ كُلٌ مِنهُما كأسًا من الكؤوس التي كان يحملها أحد النادلين الذين يجوبون القاعة، واتخذا طريقهما نحو أحد الأركان المُظلمة.

-        لدى زُهدٌ غريب في المال والشُهرة، وأتساءل في نفسي إن كان هناك معنىً للحياة أَعمَقَ مِن هذا؟ لقد حققت كل شيء في الحياة؛ المال والنجاح والجاه والاحترام من الناس، لكنني لست سعيدًا.
-        معك حق يا زكا. هذا تمامًا ما أشعر به هذه الأيام.
-        لقد حاولتُ لسنين عديدة أن أجمع بين الله والمال، لكنني لم أستطِع، لقد انتصر المالُ في النهاية وأصبحت أحسب كل شيء من منظور المكسب والخسارة، وما هو الاستثمار الأفضل، في البورصة؟ أم في العقارات؟ أم في شراء الذهب والمجوهرات؟ ومنذ بدأت المضاربة في البورصة، أصبح لي هَمٌّ واحدٌ في الحياة هو متابعة ارتفاع وانخفاض الأسهم والسندات.
-        وعندما تُضافُ السلطةُ إلى المال، يصبح الأمر أشد وأقوى. على أي حال يا زَكَّا يا صديقي عندما أفكر بهذه الطريقة أصل إلى طريقٍ مسدود. أنا أيضًا كما تعرف كنت أبحث عن الله في شبابي لكنني سئمت من المجامع وأهل المجامع وكرهت نفاق الدين والتديُّن الذي أراه في كل مكان. إن كان الله هكذا فأنا لا أريده.
-        نعم يا لاوي يا أخي فلا نرى من هؤلاء المتدينين إلا التعصب والكراهية. دعني أقصُّ عليك ما حدث لي منذ أسبوعين. شعرتُ ببعض الحنين لسماع تلاوة التوارة، فذهبت إلى المجمع صباح السبت باكرًا جدًّا وجلست في أحد الأركان لئلا يراني أحد. كنت متشوقًا أن أسمع التلاوة. وما أن هم الشيخ بأن يبدأ بالتلاوة حتى رآني فتوقف، ونزل من على المنبر أحد خُدَّام المجمع وجاء إلي وقال لي: «أنت شخصٌ غير مرغوب فيه هنا، أنت تفسد على الناس صلاتها وتُنَجِّسَ المكان. ألست زكَّا بن عميهود العَشَّار؟» قلت له: «بلى، أنا هو» فقال: «اخرج في صمت لئلا أُخرِجُكَ بالقوة ويصير منظرك سيئًا أمام الجميع». لك أن تتخيل كيف كان شعوري وأنا ألملم أشلاء كرامتي المبعثرة خارجًا من المجمع. أنت تعلم أنهم لم يكونوا ليفعلوا معي هذا إلا لكون رجال الدين هؤلاء معفيين من الضرائب.
أجاب لاوي ضاحكًا: «نعم أَعلم».
ثم بنبرةٍ بها قليلٌ من الغضب، أضاف لاوي: "تَبًّا لهؤلاء المعلمين. أنت يا زَكَّا يا أخي لا يزال لديك حَنينٌ للمَجَامِع، أما أنا فقد انتهيت من هذا الأمر. أنا أقرأ التوراة بمفردي، وأرى أن الرومان أكثر احترامًا من أهلنا المنافقين، على الأقل هم لا يدَّعون التَدَيُّن ويمارسون كل ألوان الرذيلة في الخفاء.
بدأت أولى جلسات المؤتمر وكان المتحدث أحد رجال الحزب الحاكم وكانت عن: «أساليب جديدة لتنمية موارد الدولة في عصر السوق المفتوح». جَلَسَ لاوي وزَكَّا يستمعان للمحاضرة بأذنيهما فقط.

* * * *

جلس يسوع وتلاميذه الستة، الأخوان سمعان وأندراوس، والأخوان يعقوب ويوحنا ابنا زبدي، مع فيلبس وبرثلماوس (المدعو نثنائيل) على المائدة الكبيرة في مطبخ بيت سمعان بطرس في صباح يومٍ من أيام شتاء كفر ناحوم البارد حيث اعتاد الجميع أن يتناولوا إفطارهم معًا وهم يستعدون للانطلاق لبداية إحدى رحلاتهم إلى قرى الجليل.
كَشَفَت النافذة الصغيرة لمطبَخ حَماة بطرس صراعَ الشمس وهي تحاول أن تثبت وجودَها وتَطُلُّ من خلف الغيوم الشتوية الكثيفة حتى يُمكِن أن يبدأ اليوم رسميًّا. 
 كانت برودة الجو تجعل أنفاس الرجال والنساء تتحول إلى بخار يتصاعد من أفواههم ومن أكواب شاي الأعشاب التي يحتسونها وهم يتبادلون أحاديث ضاحكة. كانت زوجة سمعان بُطرس وأمها بمساعدة مريم أم يسوع يأتين إليهم بأطباق الإفطار الشهية دون أن يتوقَّفْنَ عن الاشتراك في الحديث، وكُنَّ إذا ذهبن نحو الموقد، فقط يرفعنَ أصواتَهنَ قليلًا ليتمكن الرجال الجالسون على المائدة أن يسمعوا ما كُنَّ يقلنه ويستمر الحديث بشكل طبيعي.
قالت مريم أم يسوع وهي تضع سَلَّةً من الخُبز الساخن على المائدة: « يقول الناس لماذا لا يصوم تلاميذ يسوع أصوامًا طويلة كما كان تلاميذ يوحنا يصومون؟».
أجابها أندراوس وهو يتناول قطعة خبز يتصاعد البخار منها: «نعم يا خالة مريم نحن، كما تعرفين، عندما كُنَّا من تلاميذ يوحنا، كنا نصوم أكثر مما نًفطِر، فبالإضافة ليومي الاثنين والخميس المعروفين في التقليد اليهودي، كُنَّا نصوم أصوامًا طويلةً تصل إلى الخمسين يومًا في بعض الأوقات وكنا خلال هذه الأيام نأكل فقط الطعام النباتيَّ البسيط».
قال سمعان بطرس ضاحكًا: «لا أستطيع أن أنسى نظرات الدهشة وعدم الفهم على عَينَيّ يَفتاح الفريسي عندما قال له يسوع إن بني العرس لا يصومون والعريس معهم، لكن يا معلم، ماذا كنت تقصد بهذا الكلام؟».
فعَلَّقَ فيلبس ضاحكًا: « إذًا أنت لا تفهم، كيفتاح تمامًا».
أجاب يسوع: « سمعان صديقي، ليس أحد يخيط رقعةً من قماش جديد على ثوب عتيق؛ فعندما يُغْسَل الثوبُ سوف ينكَمِشُ القماشُ الجديد فيخرق الثوب».
-         ماذا تقصد يا معلم؟
-         الدينُ ثوبٌ عتيق. لقد كان وسيلة للتقرب إلى الله وفهم مقاصده قديمًا. من خلال الدين أدرك الإنسانُ ما يريده الله وما يرفضه، وما هو الخير والشر. لقد كان الدِّينُ إعلانًا إلهيًّا بدائيًّا للإنسان كما يعلِّم الأبُ طفلَه الصغير. أما الآن فما يفعله الله في حياة البشر هو بمثابة قطعة قماش جديدة لا يمكن أن تُخاطُ في نفسِ الثوب القديم. وهذا ما أقصِدُه عندما أقول دائمًا إنه قد اقتربت مملكة الله.
-        هل نفهم من ذلك أنك تقول إن نهاية العالم قد اقتربت لذلك علينا أن نتوب؟
-        بالطبع نهاية العالم تقترب كل يوم، ولكن ما أقصده ليس ذلك بالتحديد. إن ما أقصده هو أن الله قد اقترب من البشر كما لم يَقترِب من قَبل. ما يفعله الله الآن بيننا، هو أعمق من أي دين. إن الله نفسه يتواصَلُ مع الَبشَر وجهًا لوجه، يعلن عن حبه للجميع، ويشفي القلوب قبل الأجساد ويهب الرجاء للجميع دون أن يفعلوا شيئًا، إلا أن يؤمنوا ويقبلوا الملكوت الآتي، فيتغيَّروا من الداخل للخارج، وليس بالعكس. هذا ثوبٌ جديدٌ من بِرّ الله، يخيطه الله بنفسه ليُلبِسه لكل البشر
-        وكيف يمكن للإنسان أن يكون مؤهَّلًا لذلك الثوب الجديد؟
-        لا يوجد شيء يمكن أن يدفعه الإنسان ليحصل على هذا الثوب؛ فثمنه أكبر من أن يدفعه أي إنسان.
-        لمن هذا الثوب إذًا؟
-        إنه لمن يَقبَل ويُقبِل ويصدق ويعيش طائعًا، ولا يحاول أن يُضيف لهذا الثوب الجديد رقعًا من الثوب القديم، أو يُضيف من هذا الثوب رُقَعًا جديدةً يُرَقِّعُ بها الثوب القديم. لقد أدَّى الدين دوره وانتهى، وأيُّ رجوع للدين بعد حلول مملكة الله، هو بمثابة عودة للصورة بعد أن جاء الأصل.

صمت يسوعُ قليلًا ثم أضاف وهو ينظرُ إلى الشمس بعد أن تحرَّرت من الغيوم: «إنكم الآن ترون ما تمنى الأنبياء والأتقياء على مر العصور أن يروه ولم يروه، وها أنتم ترونه بعيون رؤوسكم».

-        أنا لا أفهم شيئًا.
-        لن تفهم ما أقوله الآن فهمًا كاملًا، ولكنك سوف تفهم فيما بعد يا بطرس.
-        ولكنني بالفعل أشعر بحضور الله واقترابه كما لم أشعر من قبل.
-        قبل أن يأتي العريس إلى العُرس، لا يكون هناك فرحٌ وإنما استعداد. المصابيح تُملَأ بالزيت لأنها سوف تضاء طوال الليل، ويُعِدُ الموسيقيون آلاتِهم، ويُعَدُّ الطعام والشراب. لا أحد يأكل أو يشرب أو يفرح بعد، ولكن الكل تتعلق عيونهم بالطريق منتظرين موكب العريس. أليس هذا ما يحدث في أفراحنا؟
-        بلى.
-        ثم عندما يأتي العريس إلى العُرس يختلف كل شيء، وكأن عصرًا جديدًا قد بدأ وانتهى القديم. تُضاءُ المصابيح وتفرد الولائم، ويأكل الجميعُ ويشربون ويفرحون. هذا هو الفرق بين عصرٍ ماضٍ وآخر يقترب الآن، ولكني أقول لكم إن العريس سوف يمضي وقتًا مع أحبائه ثم يسافر مرة أخرى لتبدأ فترة جديدة من الاستعداد، وفيها يكون الصوم كثيرًا والمعاناة، والامتحانات الكثيرة، ثم سوف يأتي ثانية في عرس أكبر وأبهى يمتد إلى أبد الآبدين.
-        لا زلت لا أفهم ما تقول يا يسوع لكنني سعيد.
-        هيا بنا فقد ظهرت الشمس تمامًا وأصبح الطريق آمنًا.

بعد الأفطار وقف الرجال السبعة والنساء الثلاث مُمْسِكينَ بأيادي بعضهم البعض في دائرة، بينما كانت الشمس في الأفق قد استيقظت تمامًا وبدت وكأنها واقفةً معهم تصلي.

... أبانا الذي في السماوات
... ليكن اسمك مقدَّسًا متساميًا فوق كل اسم،
... ليأتِ ملكوتك فاتحًا ذراعه للبشر ويتحقق فيهم وبهم،
... لتتحقق مشيئتك الكاملة في السماء، هنا أيضًا على الأرض، مهما حاول  فساد الأرض أن يعطلها أو يؤجلها.
... نشكرك على ما أكلنا، اللهم أعطِنا وأعطِ كل إنسان خبزَ يومه،
... واغفر لنا ما نرتكبه في حق الآخرين، كما نغفر نحن أيضًا ما يرتكبه الآخرون في حقنا،
... لا تدعنا ندخل في تجارب ونجِّنَا من الشر والشرير،
... لأن لك الملك والقوة والمجد إلى أبد الآبدين آمين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق