الجمعة، 6 مارس 2015



3

في أورشليم القُدس

بدأ الربيعٌ يبعثُ الدفءَ في أنحاء الجليل بعد شتاءٍ قاسٍ. بَدَأت أغصانُ الأشجار الجافَّة العارية تُخرِجُ براعمَ غضةً زاهية الخضار، تداعِبُها رياح الفَجر الربيعي البارِد، فتتأرجح على الأغصان كأطفالٍ فطيمةٍ تَبدَأُ في تَعَلُّمِ المَشيّ. خرجَت العصافيرُ من أعشاشِها مع الصباحِ الباكر تحتفلُ بالدفءِ والنَمَاء، وأصواتها التي تشبه مجموعة صفافير في أوركسترا هائلة بلا قائد، تَشُقُّ سُكُونَ الفَجرِ الجَليليّ الطَازَج.


إنه الأسبوع الأول من شهر إبريل (نيسان). الفصحُ يقترب، وهو الفصح الأول ليسوع بعد تَركِهِ مِهنةَ النِجارَة وانخراطِهِ في مجال الدَعوة. كانَ يسوعُ مَعتادًا أن ينزل مع أُمِّهِ مَريَم ويوسف وإخوته للعيد كل سنة. ذاتَ مَرَّةٍ عندما كان في الثانية عشرة، لم يَعُد مَعهُما للجليل ومَكَثَ في أورشليم. أما أبواه فلم يعرفا وظنا أنه معهما في القافلة العائدة للجليل يلهو مع الأطفال. وبعد مسيرة يومٍ كامل شعرا ببعض القلق.
-        يوسف، أين يسوع؟ غَريبٌ أنه لم يأتِ ليبيت معنا في الخيمة.
-   لا تقلقي يا مريم، لعله بات مع سمعان والصبية الآخرين يلهون. أنتِ تعلمين لقد اقترب الآن من المراهقة، يجب أن نعطيه مساحةً من الحرية.
-         أنا قَلِقَة يا يوسف. أنت تعرف. ليس هذا طبع يسوع. سأذهب لأفتشَ عنه.
-         سآتِ معك.
ولما لم يجدا يسوع في القافلة مطلقًا، قررا العودة إلى أورشليم ومعهما بعض الرجال للبحث عن يسوع في أورشليم. وعندما غابت شمس اليوم الأول ولم يجداه استئجرا غرفةً في خانٍ صغير لقضاء الليل وفي الصباح يواصلا البحث عن يسوع.
-        ما بكِ يا مريم. هل تبكين؟
-   أَلَعَلَّ هذا هو السيفُ الذي قال سمعان الشيخ إنه سيجوز في نفسي؟ ثم كيف يختفي يسوع هكذا؟ وأين الوعود التي صاحبت ميلاده؟ ألعلها كانت تهيؤات. ألعلها أمانينا نحن بالخلاص؟
-         اهدئي يا مريم... سوف نجده.
-         أين نجده لقد فتَّشنا أورشليم كلها؟ لماذا يعطيني الله ابنًا بدون رجل، ثم يأخذه هكذا قبل أن يصير رجلًا؟
-        نامي الآن وفي الصباح نجده بإذن الله.

أشرقت الشمس على أورشليم وهي تنزفُ قوافل الحجيج النازلة من الهيكل المرتفع مغادرة المدينة المقدسة في جميع اتجاهات فلسطين، ومنها من كان مقصده إلى أبعد كثيرًا. يتنفس سكان أورشليم الصُعَداء بعد الزحام الرهيب الذي يعانون منه طوال الأسبوعين الأولين من شهر أبريل من كل سنة.
-        لم يبقَ إلا الهيكل. هيا نذهب يا يوسف.
-   من غير المعقول أن يكون يسوع في الهيكل. أنتِ تعرفين أن الكهنة لا يسمحون لأحدٍ بالبقاء في الهيكل بعد انتهاء مناسك الحج، فكم بالحري الأطفال.
-         لا أعلم، قلبي يقول لي إنه في الهيكل.
-         لنذهب على أي حال.
دخل يوسف ومريم إلى الهيكل حيث كان اللاوِيّون، خُدَّامُ الهيكل يقومون بنشاطٍ بتنظيف الساحة الخارجية من دماء وبقايا الأُضحِيات قبل أن تتعفن ليُلقوا بها في وادي هَنّوم «جي هَنَّم» أسفل الهيكل حيث يتم حرقَهَا بالنار. وحول أحد الأعمدة كانت مجموعة من الكهنة مجتمعةً وكان يبدو عليهم الاهتمام كما لو كانت تدورُ بينهم مناقشة حامية.
-    مولانا. أليست  الوصية الأولى في التوارة هي «اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» كيف إذًا يقول داود في المزمور المائة والعاشر: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»"؟ من هو هذا «الرب»؟ ومن ذاك الذي يدعوه داود «رَبِّي»؟ وكيف يُكلِّم كلٌّ منهما الآخر؟
صَمَتَ الكهنةُ أمام سؤالٍ كهذا يسأله صبيٌّ عمره لم يتجاوز الثانية عشرة.
-   لا تسأل عن هذه الأشياء يا فتى. أنت أصغر من أن نشرح لك هذه الأشياء. ثم لا تسأل أصلًا عن أشياء من الممكن أن تزعزع إيمانك. اعرف شيئًا واحدًا أن الله واحد، واحفظ الوصايا. هيا انصرف الآن.
-         أعلم أن الله واحد. لكن. على أي حال، أنا آسف إن كنت قد أزعجتك يا مولانا.

خَرَجَ يسوعُ من وَسطِ جماعةَ الكهنة، فأبصره أبواه فجَريا واندفعا نحوه واحتضناه وبكيا.

-        يا بنيَّ. لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نبحث عنك معذَّبَين
-        لماذا كنتما تبحثان عني؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في بيت أبي؟
-         ما هذا الذي تقوله؟ بيت أبيك في الناصرة. هل اشترى أبوك بيتًا في أورشليم؟ هل ستعود للكلام الذي لا نفهمه.
ثم صمَتت مريم هُنيهة، وبدا أنها فهمت ما يقول.

-        أنا آسف يا أمي. سامحني يا أبي. لقد كنت أُصَلِّي ونسيت نفسي. ثم عندما لم أجدكما، رأيت أن أبقى لكيلا نتوه من بعضنا البعض. وقلت إنكما سوف تأتيان إليَّ هُنا لتبحثان عَنّي. إنني في الهيكل أشعر بشيءٍ غريب. أشعر أن هذا مكاني وبيتي، ولا أشعر أنني أحتاج لأن أذهب لأي مكانٍ آخر.
-        وهل لم تخف لأنك لم تجدنا؟
-         أنا آسف، لم أخَف.
مضى يوسف ومريم مع الرجال الذين أتوا معهم وكان يسوع يمشي وَحدَهُ وَرَاءَهُما وذهنه شارد في أشياء يُفَكِّرُ فيها ولا يقولُها لأحد.

 هل تعلمين؟ مرات أشعر أن هذا الولد ليس مِنَّا. إنه ليس مثلنا.
-   في بعض المرات، حتى أنا، أشعر أنه ليس ابني. صحيح أنه خرج من بطني، ويخضع لي ويطيعني، لكنني في مراتٍ كثيرة أشعر كما لو كان هو الكبير وأنا الصغيرة.

يضحك يوسف ثم تخفت ضحكته وتتحول ملامحه للجد.
-         تصوَّري. أنا أيضًا أشعر بذلك أحيانًا.

*  *  *

إنه أوَّلَ عيدَ فِصحٍ بعدَ تمام يسوع الثلاثين. وهاهو يسوع ينزل إلى أورشليم للمرة الأولى بعد أن صار رسميًّا رجلَ دين وانضم إلى طائفة الكَتَبة وهي طائفةُ مُعَلِّمي الناموس والأنبياء.
وجد يسوع أورشليم وقد تغيرت كثيرًا وبسُرعة من سنةٍ إلى سنة. أصبحت الشوارِعُ أكثر ازدحامًا. وجوه الناس أصبحت مُترَبَة مكفهرة، ونادرًا ما يرى ابتسامةً على الوجوه. وعندما كانت تلتقي عيناه بعينيِّ أحد المارة في الشوارع الم
... ما بكِ يا أورشليم؟ ماذا دَهَاكِ؟زدحمة فيبتسم محيِّيًا، نادرًا ما كان يرد تحيته أحدٌ.  بل في بعض الأحيان كان يَتَلّقَّى نظراتٍ حادةً مُستَهجِنَةً من المارة.

... لماذا يا مَدينةَ الصلاةِ لم تعودي مدينة السلام؟ لماذا لم تَعُد صلاتُكِ تُعطيكِ سلامًا؟
كُلَّمَا اقترب يسوع من الهيكل كلما زادت كثافة الزحام؛ فموسم الحج على وشك أن يبدأ، وتعداد أورشليم يتضاعف ربما أربع أو خمس مرات خلال هذه الأيام. وأهلُ أورشليم بالرغم من ضيقهم بهذا الزحام، فإنها فرصتهم السنوية لمزيد من الرَوَاج ودخول العملة الصعبة القادمة مع الحجيج من كل البلاد الخاضعة للإمبراطورية الرومانية.

كانت أورشليم ــــ  بل وكل اليهودية والجليل ــــ  تَختَبِرُ حِراكًا سياسيًّا واجتماعيًّا وروحيًّا شديدًا وتتأرجح قلوب الناس، وبخاصة الشباب بين التطرُّف في الدين والشك فيه.  بين التزمُّت الشديد والتحرُّر المتجاوز لكل الحدود. بين الدين «الرَسميّ» الذي يُمَثِّلُه الهَيكَل والحَرَكَاتِ والجماعات الدينية المتعددة، كانت وجوه الناس تَتَقَلَّب في السماء بحثًا عن الله، وعن الحقيقة.
كان الصَدُّوقِيُّون، وهُم طائفةُ الكهنة الذين لا يؤمنون إلَّا بأسفار التوراة الخمسة ويحفظون طقوس الذبائح في الهيكل، هم الذين يُمَثِّلون الدين الرسمي. هؤلاء مَعرُوفٌ عَنهُم تواطؤهم مع الحكومة واشتراكهم معها في نفس درجة الفساد وحب المال. منهم بالطبع نيافة الحبر الجليل رئيس الكهنة شيخ الهيكل. كانت طائفة الصدوقيون تمثل طائفةً مُلتزمةً جدًّا بالطقوس والشرائع، لكن إيمانها يميل إلى المَادِّية والشَكليّة.  لذلك فقد كانت هذه هي الطائفة المُفَضَّلَة لرجال الأعمال ورجال الدولة الذين يرون أنهم إذا أدّوا الصلوات في أوقاتها وأدُّوا عشور الزكاة، وحجُّوا للهيكل وقدَّموا الذبائح والأُضحيَّات في مواسمها، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كان الصدوقيون يؤمنون أيضًا أن النفسَ تموتُ مع الجسد ولا توجد قيامة أموات ولا خلود بعد الموت، ولم يؤمنوا بوجود الملائكة أو الشياطين أو أي كائنات غير منظورة. كانوا يؤمنون بأن الله يبارك الإنسان الصالح بركةً مادِّيةً هنا في الأرض وكفى، وبالتالي يكون الثراء الماديُّ هو علامة رضا الله سبحانه، وهذا بالطبع كان يوافق ميلهم للسلطة والشهرة وجمع المال.
هكذا سَيطَرَ الصَدّوقيون على الهيكل، ورجال الأعمال على الاقتصاد، ورجال السياسة على الحكم، وكانت وشائج الصلة والمنافع المشتركة، وأيضًا المصاهرة، شديدة القوة بين هذه الطوائف الثلاث في فلسطين القرن الأول الميلادي.
كان الصدوقيون يُسيطرون على الحياة الدينية الطَقسِيَّة للشعب، من تقديم الذبائح، ومراعاة والأعياد والمواسم اليهودية، وبالذات عيد ضحية الفصح الذي يأتيه الحجيج من كل بقاع الأرض، إلا أن الشعب لم يكن يثق بهم ولا يستمع إلى فتاواهم وأحكامهم. كان عامةُ الشعب مرتبطين أكثر بالفريسيين، الذين يؤمنون بكُل الكتُب من توراة وأنبياء وأحاديث يهودية عديدة، وتفسيرات شديدة الدقَّة لكل أمور الحياة. كان الفريسيون، من حيث العقيدة، يؤمنون بخلود النفس وقيامة الجسد ووجود الأرواح والجنة والنار، غير أنهم حَصَروا الصلاح في طاعة الشَريعة. فجاءت دياناتهم حَرفِيَّةً ظاهريةً وليست نابعةً من القلب، فيطيلون ذقونهم، وأهداب أثوابهم ويُصلُّون قائمين مفترشين الشوارع وليس فقط في الهيكل والمجامع.

 كانت هذه الطائفة من الدُّعاة المُتَشَدِّدين، هي الأقرب للشعب، فكان الناس يسألونَهم عن أمور دينِهِم ودُنياهُم، فَسيطَروا على أَغلَب المَجامِع، وراح الناس يستفتونهم في كل أمور حياتهم من قضاء الحاجة إلى مُعاشَرَة النساء. وكُلَّما مَارَسَ هؤلاء الفريسيون غُلُوًا شديدًا في التحريم والتكفير، وكلما زادت كراهيتهم لنظام الحكم واتهامه بالفسق والفجور، كلما ازداد تَعَلُّقُ الناس بهم لكونهم يرون فيهم ما يتناقض مع فساد السلطة السياسية والدينية الرسمية والدوائر المحيطة بها من رجال المال والأعمال والفن وأَعلاَمِ المجتمع اليهودي. لهذا السبب كان كل من يريد قبولًا من الشعب يظهر التزامه الديني بفروض الِفقِه الفَرِّيسي، ويعلن ارتباطه بنجوم الدُّعاة الفريسيين الذين ظهرت منهم مؤخرًا طبقة حديثة تستخدم لغةً عاطفيةً بسيطةً تصل إلى قلوب الشعب لكن يظل مضمون تعليمهم فريسيًّا حَرفيًّا متشدِّدًا.

وسط هذه الخريطة الدينية، تَاقَت أرواحُ الناسِ، وبخاصة الشباب الباحث عن الصِدق والحقيقة، إلى خبرةٍ روحيةٍ حقيقيةٍ تُقَرِّبُ الإنسانَ من معاني الوجود العميقة، ومن أخيه الإنسان، وتعطيه معنًى مُتَجددًا لحياته. تاقت القلوبُ إلى علاقةٍ روحيةٍ شخصيةٍ مباشرةٍ بالله بعيدًا عن تقاليد الدين وتسلُّط رجاله على الناس. وقد ظَهَرَ هذا الشوقُ لله وللخبرة الروحية المباشرة، في صور مجموعات مُختلفة. منهم من ظلّوا متمسكين باليهودية ولكن في صوَرٍ أخرى تبحث عن الله بعيدًا عن الفساد الرسمي والتشدُّد الفريسي على حد سواء.  ومنهم من كَفِروا باليهودِيّة تمامًا وذهبوا وراء الديانات السِّرِّية ذات الأصول الوثنية. ومنهم من كفروا بالعالم الروحي تمامًا وأغرقوا أنفُسَهُم في كل ما هو مادِّي وحِسِّي.

من بين حركات التجديد الروحي اليهودية التي قامت في القرون الميلادية الأولى، حركة الأسينيين الذين يُقالُ إنهم تَفَرَّعوا من الكَهَنةِ الصدوقيين، رافضين ديانتهم المادِّية وعاشوا في مجتمعات صغيرة في الصحراء حياةً صوفيةً من النُّسك والفقر الاختياري. من بين الآسينيين جماعة وادي قُمران التي ينتمي إليها بنيامين. هؤلاء عاشوا متوحدين في أنحاءَ مُتفرقةٍ من صحراء اليهودية. ومِنهُم الغيورون الذين هُم جماعات تُمارِس العُنف السياسي الذي يصل إلى درجة الإرهاب. يرى البعض أن الأسينيين والغيورين شيءٌ واحد، وأنَّ الأسينيين الذين لا يؤيدون العُنف في العَلَن، يساندونه في السِرِّ. فكُل هذه الجماعات يربُط بينها خيطٌ عقائديّ واحد، هو الرغبة في تحقيق مملكة الله وحُكم الشريعة والتحرر من السيطرة السياسية والثقافية للإمبراطورية الرومانية.  


أما الديانات السِّرِّية، فكانت عديدةً، أهمها كانت الديانة «المثرائية» التي كانت شائعةً بالذات داخل الجيش الروماني مُنذُ القرن الأول إلى القرن الرابع الميلاديين. هذه الديانة منسوبة للإله الفارسي «مِثرا» المولود من صخرة. وكانت تتم عبادة هذا الإله في معابِدَ سِرّية تحت الأرض. وليست السِرّية بسبب الاضطهاد من السُلطة الرومانية، فالسلطة الرومانية كانت علمانية تماماً تسمح بالحرية الدينية للجميع طالما كان ولاؤهم السياسي للإمبراطور والقوانين الرومانية. أما هذه الجماعات، فقد كانت السِرّية جزءًا من طبيعتها الخاصّة. كان من يريد أن ينضم لهذه الجماعة عليه أن يمارس بعض الطقوس كأن يقوم بذبح ثورٍ والشُربِ من دَمِهِ والاغتسال بهذا الدم إيذانًا بولادته من جديد في الدين المثرائي، ثم بعد ذلك يرتقي الداخِلُ في هذا الدين سَبعَ رُتَبٍ مُتتالية داخل الجماعة وذلك بقَدرِ وَفَائِهِ بالطقوس والعهود. كانت هذه الديانات والجماعات السِّرِّية تقدم للناس خبرةً خاصّة وتشبع احتياجاهم للعلاقات الحميمة والعَيش المُشترك، وللدخول في مجتمع آخر غير المجتمع الذي يشعرون بفساده واليأس من تغييره. نفس هذه العناصر النفسية كانت موجودة أيضاً في الجماعات الدينية اليهودية التي كانت تعيش حياة مجتمعية مُتماسِكة تُقدّم لأعضائها الإحساس بالانتماء والتكاتف والتكافل، وكان ينضم إليهم بصورةٍ خاصةٍ من لم يعيشوا هذا النوع من الحياة في أُسَرِهِم ومجتمعاتهم المحلية، وقد كان هؤلاء كُثُر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق