الاثنين، 9 مارس 2015

6

نيقوديموس

ليلُ أورشليم في موسمِ الحج قريب الشبه بالنهار. في النهار تعج الطرقات بالحجيج القادمين من كل أرجاء الأرض، وفي الليل الربيعي الدافئ تمتلئ ساحات المدينة بالخيام التي ينصبها الحجاج، وبالذات الفقراء الذين لا يستطيعون المبيت في الخانات، أو الذين أتوا متأخرين ولم يجدوا مكانًا للمبيت إلّا في العراء في ساحات تؤجرها سُلُطات أورشليم المَحَلِّيَّة لمجموعة من التُجّار الذين بدورهم يبيعون حق الانتفاع لمقاولين يقسمونها ويؤجرونها لمُتَعَهِّدين بَسَطوا نفوذهم منذ سنين على المناطق المختلفة وهؤلاء لهم رجالهم وصبيانهم الكثيرون. وفي النهاية كان على «المُستَهلِك» أن يتحمل كل هذه الرشاوى والعمولات. مافيا كبيرة مستقرة من سنواتٍ طويلةٍ يقوم عليها رجالٌ ربما لا يعملون طوال السنة إلا أثناء موسم الحج، بعض منهم من الخارجين على القانون أو البلَطجية الذين يستخدمهم المُوسِرون في غير موسم الحج في تطبيق قانونٍ خاصٍ بهم يؤَلِّفُون مَوَادَّهُ حَسَبَ الحاجة لتحقيق المصالح المختلفة في دولة رَخوَةٍ نَخَرَ الفسادُ في عِظامِها ولم يُبقِ منها سوى مَظهرَ الدولة القوية الكبيرة. هذه «المافيا» تنشط قُبَيلَ موسم الحج وتستمر إلى ما بعد عيد ضحية الفصح، حيث يميل عددٌ غير قليل من الحجاج  للمكوث بعد الحج بعدة أيام رغبة في التَبَرُّك بالأراضي المقدسة وزيارة قبور الأنبياء والصلاة في هيكل أورشليم المهيب.

نيقوديموس- أحد كبار شيوخ الفريسيين أعضاء المجلس الأعلى للشئون اليهودية (مجلس السنهدرين) كان موجودًا عندما طَهَّرَ يسوعُ الهيكلَ، ومنذ ذلك الوقت، لم يستطِع أن يتوقف عن التفكير في أمر هذا المُعلِّم الجليلي وما فعله. كان أكثر ما يفكر فيه نيقوديموس هو المعنى اللاهوتيّ والنَبَويّ لِمَا فَعَلَهُ يسوع. من أين يأتي هذا المُعَلِّم بتلك الشجاعة والثقة ليتكلم هكذا عن الله كأبيه؟ وكيف يتعامل مع الهيكل كمن يتعامل مع بيته وبيت أبيه؟ لا يفعل هذا إلا شخص مجنون أو يكون هو المسيا نفسه. حاول نيقوديموس أن يُقاوِم فُضولَهُ الشديد أن يتعرف على يسوع ليتأكد أنه بالفعل مجنونٌ ويَهدأ بالاً، فلا يُمكن أن يأتي المسيح هكذا، لا يُمكن. هو بالتأكيد شخصٌ مهووس كأحد المهاويس الذين يَظهَرون بين الحين والآخر يلبسون ملابس غريبةً ويصرخون في الهيكل مدَّعين أنهم المسيا أو إيليا أو أخنوخ أو أي من الأنبياء والصالحين الأقدمين. لكن شيئًا ما في هذا الإنسان كان مختلفًا. لم يكن مثلهم.

تَقَلَّبَ نيقوديموس على فراشه ولم يستطِع النوم...
-        ما بك يا شيخنا؟
-        لا شيء يا سارة... نامي.
-        كيف لا شيء؟ لقد أيقَظَني تَقَلُّبُك على الفراش
-         قلت لكِ لا شيء، نامي.
قامَ الشيخُ العجوز وخَرَجَ  إلى ساحةِ البيت وأغلق حجرة النوم على زوجته ثم ذهب إلى مكان الصلاة في البيت وأخذ شال الصلاة المصنوع من الكتان الأبيض المائل للصفرة وتتدلى منه الأهداب الكثيرة ثم وضعه على رأسه وثبت الصندوق الجلديّ الصغير الذي يحتوي على مخطوطٍ صغيرٍ للوَصَايا العَشر على مُقَدِّمَة رأسِهِ بسيورٍ جِلدية، وثَبَّتَ صُندوقًا مماثلًا بسيورٍ مُمَاثلِة على ساعِدِه الأيمن كتطبيقٍ حرفيٍّ للنص الذي يقول إن الشريعة يجب أن تكون بيني عينيِّ المؤمن ليُطيعُها دائمًا، وحول ساعده الأيمن لتَحُكمَ كلَّ ما يفعل. وهكذا بدأ في الدعاء: يا أيها الاسم القدوس الذي أخرجنا من مصر بيدٍ قويةٍ وذراعٍ مرفوعةٍ، ألهمني معرفة الحقيقة. من هو يسوع هذا؟ هل هو المسيح المنتظر؟ هل هو فعلًا ملاكُ العهد الذي ننتظره؟
وبمجرد أن نَطَقَ نيقوديموس بعبارة «مَلَاكِ العَهد» رَفَعَ رأسَهُ وفتح عيناه وكأنه وجد شيئًا، فذهب مُسرِعاَ إلى رقوق الشريعة والأنبياء وبحث بين اللفائف عن نُبُوَّة مَلاخي. كان يبحثُ بلَهفةٍ حتى أنه بَعثَر اللفائفَ كُلَّها على الأرض. عندما وَجَد الرِّقَّ المكتوبةُ فيه نُبوَّة ملاخي، أسرَعَ بعينيه إلى نهاية النبوة باحثًا عن هذه العبارة التي تقول أن ملاك العهد يأتي بغتة إلى الهيكل، والهيكل هو هيكله؟ من هو ملاك العهد؟ هو نفسه صاحب الهيكل؟ أي أنه هو، أستغفر الله العظيم، «السيد»؟، وهو  يُنّقِّي ويُمَحِّصُ. يُقَوِّمُ ويُطَهِّر؟ ألعل ما حدث صباح اليوم هو تحقيق لهذه النبوة؟ وهل ملاك العهد هو نفسه ملاك الرب الذي ظهر لسيدنا إبراهيم أبي الآباء والذي ظهر وكلم موسى في العليقة المُتَّقِدة بالنار؟ من هو؟ إنه «السيد»؟ كيف يكون هو «السيد»؟ السيد هو الرَّب. يا إلهي!
لم يدرِ نيقوديموس بَنَفسِهِ إلّا وَقَد وَضَعَ عَبَاءَتَهُ على ظَهرِهِ وخَرَجَ إلى الطُرُقات. تَأَكَّدَ نيقوديموس من وضع شاله الأسود عليه لكي يخفي هويته، خاصةً وأن ساحات المدينة مكتظة بالمُخَيِّمين. فَكَّرَ نيقوديموس أنه ربما يجد يسوع عند قافلة الأفارقة خاصةً أنه كان يدافع عنهم في النهار، فأسرع إلى هناك، وبالفعل وَجَدَ يسوعَ مع جَمعٍ منهم حول النار يتسامرون ويضحكون. عندما اقترب نيقوديموس لَمَحَهُ يسوع وأَدرَكَ من ملابسه أنه أحد شيوخ اليهود فاستأذن من الجمع وذهب إليه.
-        المعلم يسوع؟
-        نعم سيدي. هل هناك خدمة أستطيع أن أؤديها لك؟
-        فقط أريد أن أتحدث إليك.
-        بالطبع. ما الخطب؟
-         لن نستطيع الحديث هنا...
-   لا بأس، تعال إلى هذه الخيمة. صاح يسوع مُشيرًا لأريرو من بَعيد: «أريرو... هل نستطيع أن نستخدم خيمتك الخالية؟» جاء رد أريرو من بعيد بإشارة من يده تدل على القبول.
في الطريق إلى الخيمة حاول يسوع أن يَتَجَاذَبَ أطرافَ الحَديث مَعَ الشَيخِ الجليل: «دِفءُ الجو يجعل الجميع يقضون أغلب وقتهم في العراء.»
-        نعم، خاصةً في ليلةٍ مقمرةٍ كهذه.
-        أظن أن ما تريد أن تحدثني فيه أمرٌ مهمٌّ يا شيخي الجليل حتى أنك تأتي في هذه الساعة المتأخرة.
-         أتمنى ألا أكون قد أزعجتك.
-         مطلقًا.
وصل يسوع ونيقوديموس إلى الخيمة ودَخَلا وجَلَسا. بَدَأَ نيقوديموس بالكلام: «أولًا دعني أقول لك إننا نَعلَمُ أَنَّكَ أَتيتَ مِنَ الله مُعلِّمًا؛ لأن ليس أحد يقدر أن يعمل ما تعمل من آياتٍ إن لم يكن الله معه.»
-        أشكرك على تقديرك لكن الحقيقة ليس هذا هو المهم. المهم أن يُولَد الإنسان من الله.
-        يولَد من الله؟
-        نعم، الحق أقول لك: «إن كان أحد لا يُولَد من فوق لا يقدر أن يرى مملكة الله».
-        ماذا؟ لا أفهم. ما معنى أن يولد الإنسان «من فوق»؟ وما هي مملكة الله؟
-   كل البشر وُلِدوا من ماءٍ دافِق ينساب بين الرجل والمرأة، ووُلِدنا في كيس من الماء، بل وكُل شيءٍ حَي جاء من الماء وبالماء. أليس كذلك؟
-        نعم، هذا صحيح.
-        الحق الحق أقول لك: «إن كان أحدٌ لا يولَد من الروح بعد أن يولد من الماء، لا يقدر أن يدخل مملكة الله».
-        كيف؟
-   مملكة الله روحية وأبدية، تحتاج لكي تدخلها أن تكتسب طبيعةً جديدةً وكأنك تُولَد من جديد، فالمولود من الجسد هو جسد، والمولود من الروح هو روح.
-         كيف يُولَد الإنسان من الروح؟
-         الولادة الجسدية تعطي الإنسان طبيعةً جسديةً، أما الولادة الروحية فتعطي طبيعةً روحيةً جديدةً، طبيعةً حُرّةً، تسمو فوق الماديّ والمحسوس وتفهم أشياء لا يفهمها الإنسان الجسدي.
-         أشياء ضد العقل؟
-         لا، بل فوقه. الإنسانُ المَولودُ من الروح يفهم أمور الله. أما الإنسان الجسدي فتبدو هذه الأمور بالنسبة له جهالةً وأمورًا غير منطقية.
-        إن كانت أمور الله فهي بالضرورة منطقية. كيف يبدو المنطقيّ غير منطقيّ؟
-        هذا لأن أفكار الإنسان قد تَشَوَّهَت بالخطية والعصيان، فأصبح يبدو المنطقيّ له غير منطقي وغير المنطقي منطقيًّا.
-        كيف يمكن أن يكون هذا؟ وما الذي يضمن أنها ليست مَحض تخاريف؟
-   تأثيرُها يا شيخي العزيز تأثيرها. الكلام الصادق يجعل الإنسان أفضَل، حتى وإن لم يكن مفهومًا، ورُبَّ كلامٍ بسيطٍ ومنطقيّ بمنطق الجسد المُشَوَّه العاجز، يصدِّقُه كثيرون، فيصيرون أسوأ بكل الوجوه.
-        كيف هذا؟
-        أحكم بالثمر وليس بمنطقية الكلام من منظور البشر. أنت تعرف أن البشر سقطوا وتشوَّه مَنطِقَهم منذ الخطية في الجَنَّة.
-        وكيف نعرف أن الكلام صحيح ومن الله؟
-        الكلام الذي من الله يُغَيِّر الإنسان ويفتح أمامه آفاق الحياة والكون ويُحَرِّرَهُ من الأشياء. باختصار، يُكسِبُهُ طبيعة الله.
-        وما هي طبيعة الله؟
-    الحُب يا شيخي الطَيِّب، الحب. أعذرني، أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا؟ إن ما أقوله هو شهادة أَنقُلُها من عالمِ الرُوحِ إلى عالمِ الجَسَد. هو كلامٌ سماويٌّ لا يَفهَمَهُ إلا من قد نَالَ استنارةً خاصةً من الله.
-        كلام سماوي؟ تقصد كلام نازل من السماء؟
-    نعم، كلمة الله النازلة من السماء، ومن سوف يصعد إلى السماء، هو نَفسَهُ مَن قَد نَزَلَ من السماء، ابن الإنسان الذي هو في نفس الوقت في السماء.
-         كيف يصعد إلى السماء وينزل من السماء من هو في نفس الوقت في السماء؟
-        الرُّوح يوجد في كل مكانٍ، ومن يُولَد من الروح يستطيع أن يسمع كلام الروح ويقبله في روحه.
-         كيف يمكنني أن أولد من الروح؟ ألعلي أدخل بطن أمي ثانيةً؟
-        لا زلت تفكر بطريقةٍ جسديةٍ، تُولَدَ من الله عندما تُصَدِّق الله.
-        أولد من الله عندما أصدق الله؟ فيم أصدقه؟
-        بم نحتفل هذه الأيام؟ بالفصح. أليس كذلك؟
-        بلى
-        وما هو الفصح؟ اعذرني لهذا السؤال الساذج.
-        إنه الخروف الذي ذَبَحَهُ أَجدادُنا وَوَضَعوا دَمَهُ على قَائِمَتَيّ أبوابِهِم وعَتَبَتِهَا العُليا فَنَجَوا من الهلاك في مصر.
-        وما الذي أنقذ بني إسرائيل في مصر؟ هل الدم؟
-        نعم.
-   لا بل الإيمان. هل ملاك الله يحتاج لعلامة لكي يُمَيِّز بني إسرائيل من المصريين فيَستَحيِي بَني إسرائيل؟ من وضعوا العلامة هم من صَدَّقوا الله، وصدَّقوا أن إيمانهم بالخروف المبذول ضحية عنهم يُنَجِّيهُم من الموت. أمرٌ هو مَحضُ هَراءٍ بالنِسبَة للمصريين. لَكن تصديق الله هو الذي أنقذهم من الموت. تَصديق ما بَدا غير منطقيّ لكنه أثبت فاعليته.
-        ولماذا يهتم الله هكذا بالتَصدِيق؟
-    سؤالٌ مُمتاز. لأنه يريد أن يصنع علاقة بالإنسان. والعلاقة تحتاج للثِقَةِ والتَصديق. التصديق هو تلك النَّقلَة التي تنقِلنا من عالم الجسد إلى عالم الروح. من عالمِ المَادَّة إلى عالم الله، مملكة الله.
-        وما الذي يريدنا الله أن نُصَدِّقَه الآن؟
-        ابن الإنسان هو خروف الفصح الجديد.
-        من هو ابن الإنسان؟
-        سوف يُرفع ابن الإنسان على خشبةٍ كما رفع موسى الحَيَّة في البرية.
-        هل تقصد الحَيّة النحاسية التي رفعها موسى عندما أصابت الحيات بني إسرائيل؟ 
-        بالضبط. أنت تذكر أن التوارة تقول لنا إن النَظرَة للحَيَّة كانت تَشفي من سُمِّها. ما الذي كان يشفي؟
لمعت نظرة فهم في عينيّ نيقوديموس وهو يقول: « إنه التصديق والثقة كما تقول، والعبرة، كما تقول أيضًا، بنتيجة التصديق؛ فقد كان الشفاء من سُمِّ الحية هو الذي يعطي مزيدًا من الثقة فيما كان يبدو غير ذي معنى
-   أظن أنك بدأت تفهمني. الحَيَّة وخَروفُ الفِصحِ كُلُّها تَدريباتٌ على تَصديقِ الله مهما كان ما يقوله غير مفهوم بمقاييس العَالَم الجسدية. هذه الثِقة بالله هي التي تَلِدُ الإنسان ولادةً جديدةً وتُكسِبُهُ طبيعةً جديدة تجعَلَهُ مُستعدًّا أن يعيش في مملكة الله.
كما أحب اللهُ شعبَ إسرائيل وأخرجهم من مصر، الله الآن يعلن أنه لا يحب فقط شعب إسرائيل بل العَالَمَ كُلَّهُ. لقد أحب اللهُ العالمَ حتى بذل عَنهُ «فِصحَهُ» الجديد، كما قَدَّم لأبينا إبراهيم الكَبشَ فداءً لابنه، لكن الهدف الآن أكبر.
-        ماذا تقصد؟
-   كان هدف الله من إرسال الكبش لإبراهيم هو ألَّا يهلك ابنُهُ، ويتأسس مفهوم الإيمان في قلب إبراهيم، أبي المؤمنين. لكن الهدف الآن هو أَلّا يَهلَكَ كُلُّ مَن يؤمن، في كل العالم، في كل الأجيال السابقة والقادمة، به بل تكون له الحياة الأبدية. الله لم يرسل ابنه للعالمين ليدين العالمين، بل ليُخَلِّصَهم
-        لا زلت لا أفهم لكن أشعر في كلامك بشيءٍ غريب. كنت أظنك مجنونًا، لكنك تبدو لي الآن كَمَن يَتَكَلَّمَ كلامًا من عالم آخر. اعذرني، لَقَد كَرَّرتَ عِبارة «ابن الله» أكثر من مرة. ما معنى ابن الله؟ هل الله، سُبحانه، يلد ويُولَد؟
-        لا تحاول أن تفهم الكلام الروحي بعقلك الجسدي. لست أقصد البنوة والأبوة الجسدية. ابن الله هو كَلَمةُ الله، هو عَقلُ الله. أو ليست الكلمة التي يقولها إنسان هي بنت شَفَتِه. بل في الواقع بنتُ عَقلِه.
صَمَتَ نيقوديموس برهةً وأيضًا يسوع. ثم أضاف يسوع: «مَن يُحب النور يأتي إلى النور حتى وإن لم يفهمه. النور الحقيقي قد جاء إلى العالم، لكِنَّ أَكثرَ الناسِ أحبُّوا الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرةً".»
-         سوف أمضي الآن وأفكر في كلامك. ربما أعود إليك مرةً أخرى.
-         تصبح بخير أيها الشيخ الجليل.

مَضَى نيقوديموس وهو يَستعرِضُ في ذِهنِهِ ما قاله يسوع، ويتذكر أيضًا ما قَرَأَهُ عن أن ملاك العهد الذي يأتي إلى الهيكل هو نفسه السيد، صاحب الهيكل. هو المَلاكُ المُرسَل وهو في نفس الوقت صاحِب الهيكل وصاحِبُ الرِسالة. كيف يكون هذا؟ كيف من سَوفَ يَصعدَ للسماء، هو من نزل من السماء، وهو الموجود دائمًا في السماء؟ ومن هُو ابن الإنسان؟ ألعله المَسيّا كما يشير إليه سفر دانيال؟ وكيف يكون ابن الإنسان هو أيضاً ابن الله؟ يا إلهي.

شعر نيقوديموس بأن عقله يدور ويكاد يتوقف، لكن قلبه بدأ يشعر بهدوء وطمأنينة لم يكن يشعر بها من قبل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق